image_pdfimage_print

الانكار العلني على الحكام خروج عليهم باللسان

لا يخرج على حكام المسلمين باللسان إلا من جانب السنة في نصحهم وحمل الغل لهم بأعيانهم، فعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي؛ فوعاها، وحفِظها، وبلَّغها؛ فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه؛ ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ، ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعتِهم؛ فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم.” صححه الألباني في صحيح الترمذي (2658).

جاء في “لسان العرب” لابن منظور (11/75):” قيل: معنى قوله “ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن”؛ أي لا يكون معها في قلبه غش ودغل ونفاق، ولكن يكون معها الإخلاص في ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِل ولا يُغَل، فمن قال يغل، بالفتح للياء وكسر الغين؛ فإنه يجعل ذلك من الضغن والغل؛ وهو الضغن والشحناء؛ أي: لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء، جعله من الخيانة.”

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في “مدارج السالكين” (2/ 90): “ثلاثٌ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلبُ امرئ مسلم” أي: لا يبقى فيه غل، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة؛ بل تنفي عنه غله وتنقيه منه وتخرجه عنه؛ فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تملؤه غلًا ودغلًا، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه بتجريد الإخلاص والنصح ومتابعة السنة.”

ولهذا كان مذهب أهل السنة والجماعة في منع الانكار علنا على ولاة الأمور في غيبتهم هو المنهج القائم على أصول الشريعة ويتوافق مع العقل والفطرة؛ كيف لا وهو ينأى بأهل الإسلام بعيدا من الوقوع في الخصام للحكام والصدام معهم؛ فيجرهم ذلك إلى ركوب الخطوب وفساد الأحوال وحلول الأهوال؛ مما لا طاقة لهم برده ولا بتحمل تبعاته في الدنيا والآخرة.

كتبه أبو فهيمة عبد الرحمن عياد

موقع العلم والعمل

https://scienceetpratique.com/13641-2/