الكذب أصل كل فاحشة
قال الإمام ابن حزم رحمه الله : “وما أحببت كذَّاباً قط، وإنِّي لأسامح في إخاء كلِّ ذي عيب وإنْ كان عظيماً، وأكل أمره إلى خالقه عز وجل، وآخذ ما ظهر من أخلاقه حاشا من أعلمه يكذب، فهو عندي ماحٍ لكلِّ محاسنه، ومُعفٍ على جميع خصاله، ومُذهبٌ كلَّ ما فيه، فما أرجو عنده خيراً أصلا، وذلك لأنَّ كلَّ ذنبٍ فهو يتوب عنه صاحبه، وكل ذمٍّ فقد يمكن الاستتار به والتوبة منه، حاشا الكذب فلا سبيل إلى الرجعة عنه ولا إلى كتمانه حيث كان.
وما رأيت قط ولا أخبرني من رأى كذَّاباً ترك الكذب ولم يعد إليه، ولا بدأت قط بقطيعة ذي معرفةٍ إلاَّ أنْ أطلع له على الكذب، فحينئذ أكون أنا القاصد إلى مجانبته والمتعرض لمتاركته، وهي سمةٌ ما رأيتها قط في أحدٍ إلا وهو مَزنونٌ إليه بشرٍّ في نفسه، مغموزٌ عليه لعاهة سوءٍ في ذاته ، نعوذ بالله من الخذلان؛ فالكذب أصل كلِّ فاحشةٍ، وجامع كلِّ سوءٍ، وجالبٌ لمقت الله عز وجل.”
طَـوْق الـحـمـامـة (1/175).
موقع العلم والعمل