معنى الفجور في الخصومة

قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: »وَإيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ! فَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَالفُجُورُ يَهْدِي إِلى النَّارِ. » [1] ، وقال أيضا صلَّى الله عليه وسلَّم : » أَرْبَعُ خِلالٍ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالِصًا: مَن إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ، ومَن كانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها. » [2] ، وقد « جاءَ رجل إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ما عَملُ الجنَّةِ ؟ قالَ : الصِّدقُ، وإذا صدَقَ العبدُ بَرَّ، وإذا بَرَّ آمَنَ، وإذا آمَنَ دخلَ الجنَّةَ، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما عمَلُ النَّارِ ؟ قالَ: الكذِبُ، إذا كذَبَ العبدُ فجَرَ، وإذا فجرَ كفَرَ، وإذا كفَرَ دخلَ النَّارَ. »[3]

قال الإمام ابن باز رحمه الله: » (وإذا خاصَمَ فَجَرَ) كذب في خصومته، وتوسَّع في الكذب والفجور، وظلم لعدم إيمانه أو لضعف إيمانه، فالفجور هو التَّوسُّع في المعصية وإظهارها -نسأل الله العافية-، كانفجار الماء؛ فالحاصل أنَّه يتوسَّع في الكذب والعدوان على الخصم واللَّدد في الخصومة، لضعف إيمانه أو عدم إيمانه، نعوذ بالله، هكذا شأن المنافقين لعدم إيمانهم، ولهم صفات بيَّنها الله في القرآن غير هذه الصِّفات… »[4]

كتبه ابو فهيمة عبد الرحمن عياد

وهو مستل من مقال الكذب أخبث من البدع”… فما أقبحها من كبيرةٍ لا يقربها المؤمن

…………………………

[1] رواه البخاري (6094) ومسلم (2607).

[2] رواه البخاري (3178) ومسلم (58).

[3] رواه أحمد في « مسنده » (10/126) وصححه أحمد شاكر.

[4] موقع الشَّيخ ابن باز رحمه الله: https://binbaz.org.sa/fatwas/13138/شرح-حديث-اية-المنافق-ثلاث