حسن الخلق من مهام الدّين الكبرى
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فحسن الخلق من مهام الدّين الكبرى التي لطالما دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم أمته بالقول والفعل ليغرسها في النفوس جيلا بعد جيل، فقد قال صلى الله عليه وسلم : »إنَّ من أحبِّكم إلىَّ: أحسنكم أخلاقاً » رواه البخاري، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: »إنَّ المسلم المسدَّد ليدرك درجة الصوَّام القوَّام بآيات الله: بحسن خلقه وكرم ضريبته » رواه أحمد وصححه الألباني، والضريبة معناها طبيعة المرء وسجيته.
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الخلق الحسن يبلغ بصاحبه درجة الصائم كثير الصوم في النهار والمصلي المجتهد في قيام الليل بآيات الله سبحانه وتعالى، فحسن الخلق من أسباب سعادة المرء وفلاحه في الدنيا والآخرة، فلا يشقى به صاحبه أبدا، بل يعيش به سعيدا ويموت حميدا، فيسعفه إذا تعثّر ويعصمه من الويلات والبلايا التي كثيرا ما تكون من نتائج سوء الخلق الذي يُودي بصاحبه إلى مهاوي الفتن والرزايا والعياذ بالله.
ولهذا حذّر الشرع الحنيف أيّما تحذير من مساوئ الأخلاق وكريه الصّفات: كالظلم، والبغي، والحسد، والحقد، والغيبة، والنميمة، والبخل، والفحش، والبذاءة، والكذب، والبهتان، وغيرها الكثير؛ فسوء الخلق هو سبب خسران العبد بل وزوال الأمم واندثارها…
قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنِّا سيِّئها، لا يصرف عنِّا سيِّئها إلا أنت، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.
نشره موقع:
https://scienceetpratique.com/حسن-الخلق-من-مهام-الدّين-الكبرى/