إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر
عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.« رواه ابن ماجه (1390).
وقد فسر السلف المشاحن في هذا الحديث بالمبتدع الداعي إلى بدعته، وفسر أيضا بالذي بينه وبين أخيه مشاحنة غير شرعية، وإنما لأجل الدنيا وحظوظ النفس.
قال ابن الأثير: »المشاحن: المعادي، والشحناء: العداوة، والتشاحن: تفاعل منه، وقال الأوزاعي: أراد بالمشاحن ها هنا صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة. » النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 1111).
وقال الشيخ المباركفوري رحمه الله: « إلا لمشرك »: أي كافر بأي نوع من الكفر، فإن الله لا يغفر أن يشرك به. « أو »: للتنويع. « مشاحن »: أي مباغض ومعادٍ لمسلم من غير سبب ديني، من الشحناء: وهي العداوة والبغضاء. قال الأوزاعي: أراد به صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمة. وقال الطيبي: لعل المراد ذم البغضة التي تقع بين المسلمين من قبل النفس الأمارة بالسوء لا للدين، فلا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده ولسانه؛ لأن ذلك يؤدي إلى القتل، وربما ينتهي إلى الكفر إذ كثيراً ما يحمل على استباحة دم العدو وماله، ومن ثم قرن المشاحن في الرواية الأخرى بقاتل النفس. » مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، (4/ 677).
أما بخصوص أحاديث النصف من شعبان ومنها هذا الحديث فقد قال فيها ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
« وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها. » لطائف المعارف فيما لمواسم العام من وظائف (261).
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله:
« الصحيح أن جميع ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان ضعيف لا تقوم به حجة، ومنها أشياء موضوعة. » لقاء الباب المفتوح (115).
انتقاه د. أبو فهيمة عبد الرحمن عياد.