أهميّة نعمة الأمن

من خطبة نعمة الأمن والأمان

لفضيلة الشّيخ العلّامة

محمّد سعيد الرّسلان -حفظه الله-

سبعة- من ربيع الأول 1437هـ الموافق 18-12-2015

أخرج الترمذيُّ وابنُ ماجه والبخاريُّ في ((الأدب المفرد))، وحسَّنه الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) من حديث سَلَمَة بن عبيد الله بن مِحصن الأنصاري -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال((مَن أصبحَ منكم آمنًا في سِرْبِه، مُعافىً في جسدِهِ، عنده قوت يومه؛ فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرِها)).

فتأمَل هذا الحديثَ الشريف، فإنه يدلُّ على أنَّ مَن حازَ هذه الأشياءَ الثلاثة؛ فكأنَّه مَلَكَ الدنيا بأَسْرِها.

أولًا: الأمنُ في النَّفْسِ والمالِ والأهلِ والعيالِ والدارِ.

ثانيا: الصحةُ والعافية في الجسد.

ثالثا: تَوفُّر قوت اليوم.

فبدأ النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلَم- بنعمةِ الأمن؛ لأنَه لا لذَّةَ ولا تمتُّعَ بنعمةِ العافية ولا بنعمةِ الطعام إلا بوجودِ نعمةِ الأمنِ والأمان.

فقوله -صلى الله عليه وسلَم-: ((مَن أصبحَ منكم)) أيها المؤمنون ((آمنًا)) غيرَ خائفٍ مِن عدو ((في سِربه)) أي في نفسهِ، وقيل السِّرب: الجماعة، والمعنى في أهلهِ وعيالهِ، وقيل بفتح السين؛ أي: في مَسلكِهِ وطريقِهِ، وقيل: بفتحتين أي في بيته.

قال ابنُ الأثير: ((يُقال: فلانٌ آمنٌ في سِربهِ بالكسر أي في نفسه)).

فبيَّنَ النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- عِظَمَ قَدْرِ هذه النعمةِ الجليلة، وهي أنْ يُصبحَ المرءُ آمنًا في نفسهِ وفي أهلهِ وعيالِه، وفي مَسلكهِ وطريقِهِ، ثم رتَّبَ على هذه النعمةِ العظيمةِ ما ذَكَرَ بعده -صلى الله عليه وسلم- من عافيةِ الجسدِ، ومِن نعمةِ الطعامِ والشراب.

ومَن آتاهُ اللهُ -تبارك وتعالى- هذه الأمور الثلاثة فكأنما مَلَكَ الدنيا بأَسْرِها.

االمصدر:

https://www.rslantext.com/Topic.aspx?ID=117